ملتقى بلدة مهين

كتاب مهين كما رأيتها

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

عادات الزواج 2

عادات الزواج القديمة:



بعد موافقة أهل الفتاة يتم الاتفاق على يوم الخطبة فيذهب أهل العريس مع مجموعة من الأقارب والأصدقاء إلى أهل العروس بعد المغرب أو العشاء، وبعد شرب القهوة المرة يتحدث من أوكله والد العريس بالحديث، ويكون كبيراً بالسن عادة، سائلاً والد العروس بعد مقدمة: (إي يا أبو فلان تفضل:

  (قول شو طلبك بالمهر ) فيرد عليه (هذه بنتكم وأنتو بتعرفو الأصول وما بدنا زيادة عن الناس) وبعد أخذ و رد يُحدد حسب الفترة الزمنية، فتؤخذ بالحسبان أسعار الذهب والموبيليا واللباس والوضع الاجتماعي للعائلتين، وكانت تقدر بحوالي عشرين ألف ليرة سورية بالثمانينات حيث تسلم لولي أمر العروس ومنها يتم شراء الذهب واللباس والموبيليا وأواني المطبخ.



بعد تحديد يوم النقلان (التلبيسة) لتلبيس الخاتم والساعة، يذهب أهل العريس والأقرباء المدعوون مصطحبين هداياهم للعروس منطلقين من بيت العريس بعد المغرب سيراً على الأقدام وتؤخذ كسوة العروس متضمنة من الحذاء حتى لباس الرأس،  ولم تكن الفساطين جاهزة آنذاك ولكن قطع من القماش تقوم العروس بتفصيلها وخياطتها عند خيّاطة في القرية، وهناك يجلس الرجال في المنزول على حدة فيرحب بهم و يُسقون القهوة المرة، ثم تستأذن العروس للدخول لتوزيع الحلو بدءاً من يمين المجلس، فتتقدم بصينية مملوءة بالنوجا والراحة، فيأخذ كل شخص حبة أو حبتين ويضع نقوطاً على الصينية حسب ما يريد من الليرات السورية وتعتبر مساعدة للعروسين، وعندما تصل إلى العريس تجلس القرفصاء فيلبسها الخاتم والساعة ويضع لها نقوطاً ثم تتابع لتنتهي إلى آخر المجلس ثم تخرج.



يقوم البعض بدعوة شيخ لعقد عقد الزواج وفيها يضع العريس يده بيد ولي أمر العروس ثم يلقنهما الشيخ ما يجب قوله، يقول الولي: زوّجتك ابنتي أو موكلتي فلانة على سنة الله ورسوله على مهر معجل قدره كذا ومؤخر قدره كذا بشهادة الشهود والله خير الشاهدين) ويرد عليه العريس: (قبلت الزواج من ابنتك فلانة على سنة الله  ورسوله على مهر معجل قدره كذا ومؤخر قدره كذا بشهادة الشهود والله خير الشاهدين) أو يؤجل هذا العقد ليوم الزفاف.



في الأيام التالية تقوم العروس بالتجهيزات اللازمة من خياطة الثياب وشراء الذهب وشراء الموبيليا (الخزانة والتخت ومرآة كبيرة وغيرها) بمساعدة أهلها وأهل العريس وهذا كله في السبعينات من القرن الماضي وما بعدها، أما في الفترة التي سبقت فالتجهيزات والترتيبات قد تختلف نوعاً ما. وبعد الانتهاء من التجهيزات اللازمة لغرفة العروسين يتم تحديد يوم الحناء وفيه يدعو كل منهما أصدقاءه وأقرباءه وتذهب قريبات العريس وأمه وأخواته إلى بيت العروس وتعقد الدبكات والأغاني. وفي الليل توضع الحناء بكفي العروس (حسب رغبتها) ويربط على كل كف بقطعة من القماش حتى الصباح لتصطبغان بشكل جيد، ويمكن للعريس أن يحني خنصره وقد لا يفعل ذلك. وفي اليوم التالي يوم الزفاف ( يوم الدخلة ) تدعى (مصففة الشعر) لتقوم بتجهيز العروس. 



ثم بعد الانتهاء تجلس العروس على كرسي وتلتف حولها النساء للغناء والزغاريد حتى المساء، ثم يأتي أهل العريس ويستأذنون لأخذ العروس فتركب في سيارة مزينة برفقة العريس وتجوب السيارات بعض شوارع القرية إعلاناً لهذا الزفاف، وكان يصاحب ذلك إطلاق النار للتعبير عن الفرح (سابقاً كانت تركب العروس فرساً أبيض وإذا كانت المسافة قصيرة تسير على قدميها) وعند دخول العروس لأول مرة من باب دار العريس تلصق عجينة على الجدار لتكون فألاً حسناً بثبات الزواج واستمراريته دون مشاكل وقد يوضع فيها ليرة سورية فيأخذها صاحب النصيب قبل أن تصل العجينة إلى الجدار، ويجلس العروسان بجانب بعضهما والنساء من حولهما يزغردن ويهلهلن. وفي الخارج يعقد الرجال الدبكات على أنغام القصبة المصنوعة من شجر الزل أو ما شابه وهي أنبوب مفرغ وقد ثقّب بعدد من الثقوب تسد وتفتح بالأصابع أثناء الصفير بطرفها ولها مهارة خاصة في تغيير اللحن، وكان يجيدها نزار غوش وأحمد حمادي الشاوي اللذان قلّ أن يوجد عرس ولا يتواجد أحدهما على الأقل في هذا العرس.



 وفي فترات لاحقة كان البعض يدعو مجموعة من (النّوَر) يعملون كفرقة في الحفلات ومعهم طبل كبير وراقصتان، أو يدعون مطرباً شعبياً وفرقته للغناء، وتستمر مثل هذه الحفلات إلى ساعة متأخرة من الليل، ويحضرها من شاء بدون دعوة فهي تكون في ساحة واسعة أو في أرض مجاورة فارغة يتم تجهيزها مسبقاً بجمع حجارتها ورشّ الماء فيها لثبات تربتها. وفي اليوم التالي صباحاً تأتي أم العروس أو أختها محضرة معها الصباحية وهي عبارة عن فطور لإفطار العروسين والاطمئنان عليهما.



وفي هذا اليوم الذي يدعى ( يوم الكرمة ) تذبح الذبائح ويدعى الناس للغداء فيأتي البعض وخاصة الأصدقاء والأقرباء ومعهم كيس من الرز أو السكر ذو الخمسين كيلو أو شاة كهدية وهي مردودة في مناسبة قادمة عند من أتى بها. وبعد الانتهاء من الطعام يذهبون لتقديم التهنئة والنقوط للعروسين اللذين قد جلسا إلى طاولة وضعت عليها مجموعة من المناديل المصرورة بحبات من النوجا والراحة فيبارك لهما الشخص ويضع نقوده على الطاولة ويأخذ صرة ويغادر. وكانت الصرة عبارة عن منديل من القماش المطرز واستبدل لاحقاً بالمناديل الورقية المحارم. وبهذا تنتهي مراسم الزواج ويبقى في الأيام التالية الزيارات والتهاني.

عادات الزواج الحالية:


في يوم الخطبة يتم فيه تلبيس الخواتم أيضاً حيث توزع الحلويات بعد الخطبة ويعقد عقاد الزواج عند الرجال ثم يؤذن للعريس بالدخول على النساء المحتفلات بالعروس التي تكون قد عملت ما يلزم لشعرها ومكياجها عند مصففة الشعر ولبست ثوب الخطبة، فيسلم عليها العريس ويلبسها الخاتم الذهبي وتلبسه الخاتم الفضي، ثم يقفان بجانب بعضهما وتغني النساء وتهلهل، وتوزع الحلويات وقد يعمل أهل العروس طعام العشاء للحاضرات.



يحدد يوم الزفاف حسب رغبة الطرفين، وقد لا تطول فترة الخطبة عادة إلا في حالات نادرة يعود فيها سبب التأخير إلى العريس غالباً بسبب السفر أو الدراسة أو الخدمة العسكرية ويتم الزفاف كما سبق. ولم يعد الناس يهتمون كثيراً ليوم الكرمة لما يكلفه من مصاريف في ظروف الناس الصعبة.










التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ملتقى بلدة مهين