ملتقى بلدة مهين

كتاب مهين كما رأيتها

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الأتراح

اختلفت العادات كثيراً عما كانت عليه في القديم حيث كانت المآتم تستمر ربما إلى أربعين يوماً، فلا يخرج أهل المتوفى من بيوتهم إلا للضرورة وتتشح النساء بالسواد، ومن ثم أصبحت تستمر لأسبوع إلى أن اقتصرت على ثلاثة أيام في الأربعين سنة الماضية.


https://amheen.blogspot.com/


في نهاية القرن الماضي باتت الخيمة تبنى في الأفراح والأتراح لتكون بديلاً عن البيوت الضيقة لاجتماع الناس في هذه المناسبات، فتبنى خيمة بجوار بيت المتوفى ليأتي الرجال فيقدمون العزاء (عظّم الله أجركم) وكان يقال قديماً ( البقية في حياتكم أو على سلامة الدين والإيمان أو يسلم رأسك) ويكون الجواب (شكر الله سعيكم) ويخصص منزل المتوفى عادة لتقديم تعازي النساء.


عندما يتوفى أحدهم يجتمع أقرباؤه للقيام بواجباتهم بالوقوف مع عائلته في مصيبتهم والقيام بإجراءات الدفن المعروفة وبناء الخيمة وتجهيز القهوة المرة، حيث يقوم عدد من الشباب بحفر القبر وتجهيزه وقد كان يقوم بمهمة حفر القبر رجل من القرية أمضى حياته في حفر القبور قاصداً الأجر من الله لا غير، ويأتي شيخ القرية لغسل المتوفى عادة إلا إذا كان هناك من يمكنه فعل ذلك من أقربائه أو أصدقائه، ثم يكفن ويوضع في تابوت، ويكون قد أعلن شيخ الجامع عبر مكبر الصوت عن الوفاة وعن موعد الصلاة عليه وفي أي مقبرة سيدفن.


( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:" كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور". آجروا أخوكم المرحوم فلان وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا على حكم الله من الصابرين، صلاة الجنازة الساعة كذا ).


وكانت تُحمل الجنازة على الأكتاف ويتسابق الناس للمساعدة في حملها ثم أصبحت تُحمل في سيارة ويمشي الناس خلفها وكذلك السيارات الأخرى التي تحمل كبار السن عادة ليصلى عليها في الجامع الكبير، ويعلن شيخ الجامع في مكبر الصوت أنّ الجنازة صارت في الجامع  لينبّه من أراد اللحاق بصلاة الجنازة، ثم قبل الصلاة يطلب أحد أبناء المتوفى أو أحد إخوته من الشيخ  أن يخبر الناس إن كان لأحد دين في ذمة المتوفي أن يطلبه من ابنه أو أخيه فلان حتى تبرء ذمته. ثم يصلى عليه لينقل بعدها إلى المقبرة، وقبل الانتهاء من الدفن بقليل يُلقّن الميت من قبل الشيخ، واعتاد الناس الجلوس على الأرض أو في وضع القرفصاء عندما يبدأ الشيخ بقراءة آيات من القرآن الكريم ثم يقول مخاطباً الميت ( اعلم يا عبدالله أن الله حق، وأنّ الموت حق، وأنّ الله يبعث من في القبور، فإذا جاءك الملكان يسألانك فلا تخف منهما، وقل لهما ربي الله، ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيي، والقرآن كتابي، وعشت ومت على شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله). ثم يدعو للميت. وبعد الانتهاء يصطف أقرباء المتوفى، ثم تمر الناس من أمامهم مشيرين بأيديهم قائلين أعظم الله أجركم ويُرَدّ عليهم شكر الله سعيكم.


يأتي المعزّون إلى الخيمة منذ الصباح للتعزية ويستمر ذلك إلى ما بعد صلاة العشاء، يجلس المعزي عادة وقتاً قصيراً ثم يذهب فاسحاً المجال لمعزّين آخرين عند امتلاء الخيمة، وهناك يحضر أحد طلاب العلم ويتحدث واعظاً ومواسياً، ويقوم أحد الأشخاص بتقديم القهوة المرة على المعزّين.


كان المعزّي يأخذ بيده علباً من السجائر وتقديمها في خيمة التعزية التي تكون قد وضعت فيها بعض العلب أصلاً لمن يريد التدخين، وقد تم النهي عن هذا الفعل من علماء الدين وطلاب العلم فبطلت هذه العادة منذ الثمانينات.


أما الطعام فكان يُقدم ثلاث وجبات يومياً في خيمة العزاء ويُعتبر الذبح وتقديم الطعام للمعزين واجباً، ولكن تغير هذا فأصبح على الأغلب وجبة واحدة أو يكتفى بتقديم الشاي والقهوة بعد نصائح العلماء بأن الطعام يُقدم لأهل الميت وليس العكس.


وفي الخيمة وبعد صلاة العصر توزع أجزاء القرآن الكريم على الناس لتقرأ الختمية، وبعد الانتهاء يتحدث أحد طلاب العلم واعظاً وداعياً إلى الاحتساب والصبر ثم يختم حديثه بالدعاء.


في صباح اليوم التالي للوفاة تذهب بعض النسوة من أهل الميت لزيارة القبر فيقرأن الفاتحة ويضعن عليه باقة ورد أو بعض الأوراق الخضراء، بالإضافة إلى رشه بالماء. وكان هذا العمل يستمر لمدة أسبوع وقد تراجع لثلاثة أيام أو أقل.


وفي عادات البعض أن تذبح شاة عن روح الميت بعد مرور أربعين يوماً وهو ما يسمى (الرعبون) حيث يتم دعوة الأقرباء وبعض الأصدقاء إلى الغداء لقراءة الفاتحة والدعاء للميت.


عن الكاتب

mohamed mustafa

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ملتقى بلدة مهين