ملتقى بلدة مهين

كتاب مهين كما رأيتها

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

ختان الأطفال

كان الأطفال يُختنون في أعمار مختلفة بسبب عدم وجود المطهر في البلدة، ويتم تجهيز الثوب المناسب للطفل، وكان يدعى سركس، لأنه لن يتمكن من لبس الكيلوت أو الكلسون بعد الطهور، وهو من قماش خفيف مخطط طولياً يشبه الجلابية المعروفة عند العرب وكان لونه أزرقاً على الأغلب، وهو يُفصّل مرة واحدة للطفل لهذا الغرض،




ويمكن إعارته للغير أو لبسه حتى يفنى أو يصبح صغير المقاس مقارنة مع نمو جسم الطفل.  فكان يدعى مطهر مشهور في حمص يسمى أبو وجيه وخاصة في موسم الصيف، ليأتي بسيارته التكسي الصغيرة التي كانت على شكل الخنفساء، هكذا كنا نسميها في ستينات القرن الماضي، وقد تكون من نوع فولكسفاجن. وأبو وجيه رجل امتهن مهنة ختان الأطفال ويستخدم في عملية الختان سكيناً صغيرة حادة، أو شفرة حلاقة للقطع، ثم يضمد الجرح ضماداً عادياً ليعود في اليوم التالي ويغير الضمادة. ويُشهَد للرجل بأنه كان متقناً لمهنته، فبعد أن يؤتى بالطفل وقد أمسكه أحد الرجال وبعد التجهيز للقطع يقول أبو وجيه للطفل بلهجته الحمصية: حبّاب، اطلّع لفوق وشوف الحمامة) فينظر الطفل إلى الأعلى ولا يكاد ينزل رأسه حتى قضي الأمر وبدأ بالتضميد، فيبكي الطفل خائفاً عند رؤية الدم وليس من الألم. وكان الناس يغتنمون وجود المطهر في البلدة فيرتبون معه وقت ختان أطفالهم, فتراه يتنقل بين عدة بيوت.

وفي الثمانينات عرف الختان بآلة كهربائية خاصة، ومن خلالها يكوى الجرح ولا ترى أية دماء، وكان بعض الأطباء مؤخراً يستخدمون القطع ثم الخياط كخياطة العمليات الجراحية. وفي القديم كان الناس يحتفلون بالختان كما لو كان عرساً فيبني بعضهم بيت الشعر في حال توفره حيث تذبح الذبائح ويقدم الطعام للضيوف.


عن الكاتب

mohamed mustafa

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ملتقى بلدة مهين