إنّ ظروف الزواج وعاداته تتغير وتتطور وفقاً لتطور حياة الناس وحاجاتهم، ففي القديم حيث أعداد الناس قليلة ويعرفون بعضهم البعض كان الزواج يتم ببساطة شديدة، دونما تعقيد في متطلبات الزواج، والعريس يرى العروس ويعرفها بحكم أنها من الأقرباء على الأغلب أو من الجيران أو أن هناك صداقة بين العائلتين،
ولكن بعد أن كبرت العشائر فالغالبية يفضلون ابنة العم تلبية لرغبات الآباء، بل منهم من يكون متشدداً في هذا فلا يسمح بزواج ابنة عمه لغريب عن العائلة حتى وإن كان أصغر منها سناً في بعض الأحيان، إلا إذا تجاوزت سناً معيناً ولم تُطلب من قبل أحد أقربائها، أو إذا كانت هناك عدم رغبة من الشاب والذي عنده إمكانية الاختيار متجاوزاً رأي والديه فله أن يختار عروسه بنفسه، وتتم له الموافقة حسب رغبته.
ومؤخراً لم يعد للأهل كثير من السيطرة على اختيار عروس ابنهم ولا حتى إجبار الفتاة بقبول العريس المتقدم سوى إبداء المشورة والنصح، فالغالبية من هذا الجيل تعلم ودرس الاعدادية على الأقل ولم يعد الزواج مجرد واقع لا بد منه كيفما كان، ولكن أصبح في النفس تخطيط للمستقبل، فالحياة لم تعد سهلة كما في السابق وليست مجرد غرفة نوم وطعام وشراب، بل لابد من كثير من الكماليات التي بات الجميع يتنافس في توفيرها.
قد لا يكون هناك تعقيدات بين الأقارب بخصوص مراسم الزواج، وتكون بحسب القدرة والوضع الاجتماعي، وتخصص غرفة من بيت الأهل للعروسين حيث لا ينفصل الشاب عن أهله إلا بعد أن يكون قد تمكن من بناء بيت خاص به، وهذا يعني أن الزواج يتم والشاب مازال يعتمد على أهله في كثير من الأحيان. ومن المشكلات التي تواجه البعض بعد مجيء الأولاد أو زواج الأخوة في نفس البيت هو عدد الغرف غير الكافية فيضطر الأخ الأكبر عادة للخروج من البيت إلى بيت آخر حتى ولو كانت ظروفه المادية غير كافية.
كان ولي الأمر يحدد مهر العروس بناء على الوضع المادي المعاش مع أنه قد يدفع من جيبه لمساعدة العروسين، ولكن بعد صعوبات الأوضاع المادية التي أصبحت تواجه الناس بشكل عام والتي لم تعد خاصة بالبلدة فقد تم الاتفاق على التيسير ما أمكن، حيث حددوا المهور بخمسة وثلاثين ألف ليرة سورية كمقدم، وخمسين ألف ليرة كمؤخر، ولم تعد هناك شروط تخص شراء الذهب والحلي أو تجهيزات غرفة النوم.
من الحالات الأخرى التي يكون فيها العريس غير معروف للفتاة وأهلها، وبعد طلب الفتاة وشرح وضع الشاب ومؤهلاته من قبل والدته أو والده، يطلب أهل العروس فترة للمشورة وبعد الاتفاق بين أهل الفتاة وإعطاء موافقة مبدئية للتعرف على الشاب يأتي برفقة والدته ليشربوا فنجان قهوة ويجلس الجميع معاً ويتحدثون أحاديث عادية ويختلس الشاب النظر إلى الفتاة وكذلك تفعل الفتاة ويسمعان كلام بعضهما، وفي اليوم التالي إن بقي العريس على رأيه من الفتاة يطلبون رد أهلها عن طريق الهاتف أو من خلال زيارة قصيرة، ويأتي رد أهل العروس بالموافقة أو الاعتذار.
