ملتقى بلدة مهين

كتاب مهين كما رأيتها

recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

الأعياد

الأعياد 


كحال كل المسلمين يحتفل أبناء البلدة بعيد الفطر وعيد الأضحى، وفي العيدين ما إن تنتهي الخطبة في المسجد الكبير حتى يخرج الناس لمعايدة أقربائهم وجيرانهم. والكثير منهم من يبدأ بزيارة قبور موتاهم حيث تكون النساء قد زرنها وغادرنها قبل مجيء الرجال، وهناك يقرؤون الفاتحة ويدعون الله لهم بالرحمة والمغفرة.



ولكن قبل عشرات السنين كانت النساء يتقاطرن إلى المقبرة وعلى رؤوسهن الأطباق المملوءة بالطعام والفواكه وخبز التنور منذ طلوع شمس يوم العيد، مصطحبات أولادهن الصغار، ثم يأتي الرجال من بعد الصلاة لتمتلئ أرض المقبرة بأهل البلدة، وهناك يعايدون بعضهم البعض ويترحمون على الأموات، ومنهم من يقرأ سورة يس من مصحف بين يديه، ويُرش الماء على المقابر وتُنثر عليها الورود والأغصان الخضراء، وتبكي بعض النساء أو تنوح، و تتهامس أخريات، و يُطعَم الأطفال بسخاء ليُترك الباقي لدواب الأرض و الكلاب الشاردة التي تجد في القبور ملجأ لها. قد تستغرق زيارة القبور مقدار ساعة أو أكثر لتبدأ بعدها زيارة الدور، أما الشباب والمراهقون ففي ساحة العين جماعات جماعات منذ الصباح للعب اليانصيب، وكانت أوراق اليانصيب تباع في الدكاكين وهي عبارة عن قطعة كرتونية رقيقة مربعة الشكل ومخططة على شكل مربعات أيضاً، وتضم خمس أعمدة، وكل عمود فيه ست أعداد متتالية، فيكون عددها 30 رقماً، وفي أعلاها مربع صغير مغطى ويحتوي على الرقم الرابح، وعند اجتماع خمسة أشخاص يشتري كل واحد منهم عموداً يختاره فيُقصّ له، وكان سعره يتراوح بين الفرنك والعشر ليرات سورية – و ربما أكثر- حسب ما يتم الاتفاق عليه، ثم يُكشط المربع لتظهر النتيجة، ومن يملك الرقم يأخذ المال المجموع.

عن الكاتب

mohamed mustafa

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

ملتقى بلدة مهين